أنوار الزين يكتب: إلى الأصدقاء في “العدالة و التنمية”
بعد تحية سلام و احترام
سلم تسلم. ليس العيب أن يخطىء المرء، بل التمادي في الخطأ. لا تصدقوا، مع سابق التقدير، عبد العالي حامي الدين، فيما يصرح به حول النازلة لدى موقع كود، حيث أقنع العدالة (القضاء) بعكس ما يقر به التاريخ. لا تصدقوا الصديق أحمد النجيم في النازلة، فله “سن ضد الاتحاد الدستوري”، رغم تقدره لي، و خذوا مأخذ الجد شهادات حميد زيد في السلامة العقلية لمؤسس المعلمة “كود”، فقد سبق له أن أظهر الجن في موروكو كول قبل أن يخفيه. في سيدي قاسم، القضية تابثة و لا مفر منها. سلم تسلم.
سلم بأن من يضع يده في العسل، ولو أخلص، لابد أن يلعق على الأقل ما التصق بأصبعه. لن أحدثكم عن المال و الأعمال، عن الصفقات العمومية، وعن الإغتناء المستحل بالفاتحة و العرف. أحدثكم عن نازلة استقطاب مرشح الاتحاد الدستوري و تزكيته وكيلا للائحتكم بسيدي قاسم.
قلنا أنكم استعملتم وسائل عمومية لإنجاح الاستقطاب. و لأن للتحكم محاسن كثيرة لو كنتم تعلمون، سأقولها لكم بكل حسن نية، أنا العبد الضعيف المعجب بقوة تواصلكم منذ مدة: في مثل هذه الظروف، وجب “التحكم في الأعصاب”.
صرح العمراني، مسؤولكم الإعلامي، أن الدستور يمنح حرية الانخراط للمواطنين. طيب، لكن قانون الأحزاب يمنع ترحال المنتخبين. و الرجل منتخب باسم حزبنا. و حتى لو لم يمنع القانون ذلك، فمنذ متى يزكي حزبكم وكيلا للائحة شخصا حديث الالتحاق؟ أين المسطرة الشفافة؟ شروط الاستقامة و النضال؟ التمرس و التدرج و السمعة الطيبة داخل هياكل الحزب و تنظيمه الأم، الحركة؟
صرح حامي الدين أن الاتحاد الدستوري ينطق بكلام التماسيح و العفاريت. طيب. إلا في هذه النازلة، لا ننطق عن وحي يوحى، بل بوثيقة نشرتها الأخبار، و فيها ما يكفي من الحجج…
فيها طلب المناضل الحر رخصة المحطة منذ مدة محترمة…
فيها أن وزارة عمارة رخصت للمحطة بتاريخ 23 غشت، أياما معدودات قبل أن يلتحق المناضل حرا و ليس طليقا بحزبكم و يصبح بقدرة قادر وكيلا للائحة…
فيها أن هذا القرار الوزاري يلغي قرارا سابقا في نفس الطلب، نفس المكان، لنفس صاحب الطلب. ترى هل كان هذا القرار السابق “رفضا”؟ وحده تغيير الانتماء الحزبي غير الرفض بالقبول؟
و هناك مالم يكتبه القرار…
لم يكتب القرار أن عبد العالي حامي الدين كان صانع الالتحاق، و يعيش الآن وقت الاحتراق، لأنه ورّط بنكيران في قضية “ما كانتش فراسو”.
لم يكتب أن المناضل لا استقالة وضع و لا إقالة أخذ، و هذا يخالف القانون.
لم يكتب أن بنكيران، الغاضب الآن، خَص الملتحق باستقبال رسمي في الرباط…
لم يكتب أن القضية جدية و أن استعمال النفوذ فيها ثابت…
لم يكتب أننا في ورطة حقيقية و أنني أول المحبطين في هذا الأمر، هذه إذن هي العدالة و التنمية؟ دكان انتخابي؟ هيئة أصابتها حمى الهيمنة لدرجة البحث عن المقعد بأي ثمن؟
أنتم؟ أصحاب قاموس الطهارة في زمن تعتبرونه زمن “الدعارة”؟ الفساد و المفسدون، التماسيح و العفاريت، التحكم، التهريب، البلطجة، المكر، الخداع، العراب، البانضية، البزنازا…؟
سلم أنك مثلهم، تبتغي الهيمنة و الديمومة في السلطة و العسل…
سلم أن ليس في القنافذ أملس، و أن منكم من هو أشد كفرا و نفاقا…
سلم و نقفل الصفح و هنيئا لكم بالمقعد…
أما و إن لم تسلم، فآتيكم بحجج “نزاهتكم” أولها عندكم و آخرها عندنا…
و قد تكون المسافة قريبة، كما في المدن و المجالس اللتي نشارككم الآن في تسييرها…
و قد تكون المسافة طويلة، كما في هذه النازلة…
دعونا نموت بالابتسامة على أن نعيش بالعبوس.