الدكتورة فوزية البيض تقدم مداخلة حول التشريعات المتعلقة بالعنف ضد المرأة بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.

الدكتورة فوزية البيض تقدم مداخلة حول التشريعات المتعلقة بالعنف ضد المرأة بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.

 بدعوة من جامعة الدول العربية، قسم قطاع الشؤون الاجتماعية، إدارة المرأة والأسرة والطفولة وائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة، حضرت الدكتورة فوزية البيض بالعاصمة المصرية القاهرة ضمن فعاليات المؤتمر الإقليمي لائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضد المرأة تحت شعار “نحو اتفاقية لمناهضة العنف ضدّ المرأة في المنطقة العربية وذلك من 1ديسمبر/ كانون الأول 2016 بالقاعة الأندلسية بمقر جامعة الدول العربية بالقاهرة إلى غاية 2 ديسمبر 2016 بدعم من مؤسسة وستمنستر للديمقراطية.

هذا وساهمت الدكتورة البيض بمداخلة ضمن البرنامج الرسمي كخبيرة في قضايا النوع وحقوق الإنسان للتحدث عن تجربة اشتغالها داخل لجنة الأسئلة القانونية وحقوق الإنسان بمجلس أوربا على اتفاقية استانبول وعلى ضرورة خلق درع قانوني على شكل اتفاقية لحماية ضحايا العنف بجميع تلويناته داخل الوطن العربي. كما أشارت إلى الخطوات المتعين اتخاذها عند صياغة صك قانوني يتعلق بالعنف ضد المرأة مع إلزامية مراجعة وتنقيح الترسانة القانونية لكل بلد وفق أجندة تعديل التشريع الشامل للاستجابة لالتزامات الدول بمقتضيات القانون الدولي ولإماطة اللثام على الثغرات القانونية المعيبة ومحدودية بعضها، أو سد الفراغ التشريعي المحلي. كما أشارت إلى أن العمل على مسودة هذا المشروع بين دول عربية يجمع بينها الدين واللغة والتاريخ المشترك حافزه هو توفير الحماية والإنصاف والعدل والتصدي للجناة. في وقت اتفقت فيها 47 دولة في مجلس أوربا على توحيد تشريعاتها رغم أن ما يفرقها يجمع الدول العربية.

15230547_1252385131513767_85949403535282807_n

وتدخل إلى جانبها كل من هدى بدران، الأمينة العامة للاتحاد النسائي العربي، د. مارغريت حلو، كخبيرة، د. نجلاء العادلي، عن المجلس القومي للمرأة، والقاضية منية عمار كخبيرة، و د. دينا ملحم المديرة الإقليمية لمؤسسة وستمنستر بمنطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا والتي قدمت عرضا تضمن المحاور الأساسية لمشروع الاتفاقية العربية لمناهضة العنف ضدّ المرآة، و د.سليم ظاهر، مدير كلية الحقوق والعلوم السياسية، جامعة فينسيا، إلى جانب النائب وفاء بني مصطفى من الأردن، رئيسة ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضدّ المرأة. كما تدخل في النقاش ممثلات عن كل الدول العربية بالمشرق وشمال أفريقيا.

تطرقت الدكتورة البيض في مداخلتها إلى المظاهر المختلفة للعنف ضد الفتاة و المرأة في العالم العربي والحاجة إلى ضرورة خلق مرصد إقليمي وقاموس للعنف، مع إرساء نظام قانوني إقليمي متكامل لحماية المرأة والفتاة من العنف الأسري، الجنسي، الإيذاء النفسي والعاطفي، ما تسمى بجرائم ” الشرف” والممارسات التقليدية والثقافية التي تؤثر سلباً على حياة المرأة وعلى تمتعها بحياة طبيعية وتربيتها للنشء والمجتمع ومساهمتها في التنمية نظرا للتكلفة الاقتصادية للعنف ضدّ المرأة.

15283957_1252385114847102_1196006269201930357_n

أشارت الدكتورة فوزية البيض أن الصمت على العنف تواطؤ و التمييز بين الرجل والمرأة في القوانين كما في الأحكام القضائية هو عنف مضاعف. كما أكدت أن العنف الأسري هو الأكثر تكرارا في العالم ومألوف في صفوف النساء. فهو مشكل كوني ويعد من بين أخطر الانتهاكات في مجال حقوق الإنسان. المعاملة القصرية، التحكم، الإجبار، التحرش الجنسي، الاغتصاب والاغتصاب داخل البيت الزوجي، التهديد، التخويف، الترهيب والترويع إلى غاية القتل حالات تعرف العنف الموجود في كل المجتمعات عبر العالم، هي ظاهرة بشرية. لكنها موجودة بوثيرة مرتفعة في المجتمعات المحافظة والتقليدية في الدول الفقيرة و النامية خاصة مع تنامي فوضى الإفتاء ومع صعود نسبة الانفلات الأمني والحروب الأهلية، خاصة في مناطق النزاع وعدم الاستقرار السياسي وبلدان العبور والنزوح.

في نفس السياق أوضحت الدكتورة البيض أن محاربة العنف في المغرب بدأت في أواسط السبعينات من القرن الماضي حيث أخرجت العنف من الفضاء المغلق حيث التجاوزات تبقى حبيسة الجدران والصمت والمعاناة، إلى فضاء النقاش العام. بفضل يقظة وحركية ونشاط المجتمع المدني الذي جعل منه دستور2011 للمملكة المغربية شريكا استراتيجيا في صناعة القرار والتحول السياسي. فقد حقق في هذا الملف الحقوقي تراكما في صياغة مذكرات الترافع واشتغل لعقود على هذا الملف. إضافة إلى التقارير والتوصيات التي تصدر عن المجلس الوطني لحقوق الإنسان كمؤسسة مستقلة وعمل المندوبية الوزارية لحقوق الإنسان مع المسؤولين الحكوميين لتسطير سياسيات عمومية تأخذ بعين الاعتبار توجيهات صناع القرار السياسي السيادي المحلي والمعاهدات الدولية. لذلك ثم احدث مراكز للإيواء والاستماع و النجدة والدعم القانوني للنساء المعنفات بدعم من الدولة، مع دعمهن نفسيا وتشجيع المعنفات على التبليغ، وإعمال بنود اتفاقية سيداو في اتجاه تحقيق أهداف التنمية. هي مجهودات تبدل من جميع الجهات ينخرط فيها الإعلام والتعليم والصحافة للتحسيس بخطورة الظاهرة، رغم أننا لم نقضي تماماً على العنف، لكنها تكرس الرغبة الجماعية المشتركة في تقليص الفجوة الجندرية وفي خلق مناخ اجتماعي مبني على خلق التوازن وعلى فرض احترام دولة الحق والقانون والمؤسسات التي تمارس العنف الشرعي وفق علاقة تعاقدية مع المواطنين والمواطنات.

هذا وقبل تلاوة الورقة النهائية في اختتام أشغال الجلسة العامة، ثمن المؤتمرات انخراط جامعة الدول العربية، قسم الشؤون الاجتماعية والمرأة كمؤسسة مرجعية في مجهودات مناهضة العنف ضدّ المرأة نحو آفاق صدور اتفاقية لتبارك جهود ائتلاف البرلمانيات من الدول العربية لمناهضة العنف ضدّ المرأة و طالب الحاضرات بالعمل سويا وتوسيع دائرة التنسيق على نحو إرساء آلية تعاهدية لحماية المرأة من العنف.

في ذلك أضافت الدكتورة البيض، أن تقوية القوانين الوطنية وتطبيقها وتكثيف اللقاءات التنسيقية هو أمر ملزم واعتماد تنفيذ التوصيات كآلية للتقدم وللتصدي لكافة أشكال العنف ضد الفتاة والمرأة وتطبيق العقوبة الردعية يجب أن يكون بما يتناسب واتفاقيات عدم الإفلات من العقاب ومحاربة الاتجار في البشر والتشريعات الدولية في مجال حماية حقوق الإنسان ضمانا لحقوق الناجيات من المعنفات.

اترك تعليقاً

Share via