السيد عثمان الفردوس يترأس ندوة حول موضوع “الحالات العامة للمقاولات والمقاول المواطن”
دعا المشاركون في الندوة الدولية حول موضوع “الحالات العامة للمقاولات والمقاول المواطن”، المنظمة بمبادرة من الشبكة الدولية ” ثينكرز أند دوورز” (المفكرون والفاعلون) بمدينة الصويرة، إلى تعزيز مكانة المقاولة المواطنة حتى تكون قادرة على المساهمة في تحقيق التنمية المنشودة.
وأبرزوا، خلال هذه الندوة المنظمة يومي 30 يونيو الجاري وفاتح يوليوز المقبل تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة الملك محمد السادس والرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون، أن المقاولة المواطنة تسعى إلى تمكين مواردها البشرية، من خلال ممارسات مواطنة، من الانخراط بشكل تام في مجموعة من المشاريع المختلفة ذات البعد الاجتماعي من أجل الرقي بمستوى العمل الجماعي وتقييم أثره على المستوى المحلي.
وفي هذا الصدد، اعتبر كاتب الدولة المكلف بالاستثمار السيد عثمان الفردوس، أنه ليس هناك مقاولة مواطنة بشكل محدد، ولكن هناك سلوك مواطن للمقاولات، مبرزا تجربة المغرب في هذا المجال بالإضافة إلى التدابير المتخذة لتسهيل مهام هذه المقاولات المواطنة خاصة في ميدان التكوين والمواكبة.
وأبرز أن المواطن له الحق، في إطار الذكاء الجماعي، في اقتراح حلول ذات طابع محلي وملموسة للمشاكل العامة، مؤكدا على ضرورة التنسيق بين السياسات وحث المقاولات على الانصات لمحيطها وملاءمة استراتيجيتها لتحقيق وقع اجتماعي.
وأشار إلى أن المغرب يتوفر على نظام يتأسس على نموذج سياسي منفتح، مكن من تحقيق الانتقال الديمقراطي، وأتاح لمختلف الفاعلين، من خلال مجموعة من المبادرات الجماعية، المساهمة في ارساء أسس للتنمية المجتمعية، مؤكدا على أهمية تقاسم التجربة والمعرفة مع الآخر مما من شأنه تمكين المجتمع من المثابرة من أجل السير قدما نحو تنمية مستدامة.
من جانبه، أشار الرئيس المدير العام لمجموعة المكتب الشريف للفوسفاط السيد مصطفى التراب، إلى التجربة الغنية التي راكمتها هذه المؤسسة كمقاولة مواطنة، مذكرا بأن المكتب الشريف للفوسفاط اتجه منذ انشائه، بالإضافة إلى تعزيز مسارها المهني، نحو تبني ضمن أولوياتها خلق مناخ انساني ومواطن مناسب.
وأبرز أن المكتب الشريف للفوسفاط استطاع خلق عدد من المؤسسات التعليمية ابتدائية وإعدادية، تضم حاليا حوالي 10 آلاف تلميذ، بالإضافة إلى جامعة ومدن ( من بينها مدينتين خضراء)، ومستشفيات ليس فقط لفائدة المنتمين للمؤسسة ولكن من أجل المساهمة في تطوير محيطها.
وقال السيد التراب إنه من الأهمية بما كان العمل على تعزيز محيط المقاولة من أجل الرقي بمستوى مردوديتها، مشيرا إلى أن المقاولة تتكون من رجال ونساء، مما يستدعي تحرير طاقاتهم حتى يستطيعوا التعبير تلقائيا عن مواطنتهم، وهو الأمر الذي يحاول المكتب الشريف للفوسفاط القيام به، على حد قوله.
وتشكل هذه التظاهرة، المنظمة بشراكة مع جمعية الصويرة موغادور ومجموعة المكتب الشريف للفوسفاط وصندوق الإيداع والتدبير، ملتقى لتبادل الممارسات الفضلى، وتثمين منطق وعملية الالتزام الضرورية لتحول المقاولة، وجعل الدينامية الاقتصادية تتجاوب مع انتظارات المجتمع .
كما تعتبر هذه الندوة مناسبة لتشخيص الحالات المتعلقة بالتحول الاقتصادي والتكنولوجي، والعمل على تحديد تحول ايجابي على المستوى الدولي، مع بلورة حلول واقتراحات بهدف تسريع هذه العملية بالنسبة للمقاولة المواطنة.
تجدر الإشارة إلى أن ” ثينكرز أند دويرز” تعد منصة للقاءات الدولية لتسريع التحول بالنسبة للمقاولات، حيث تشكل فضاء للاستشارة ومواكبة الحكومات والمقاولات في تحقيق التحول والتأثير الايجابي، إذ تروم جمع ، وعلى نحو منتظم، الرواد الذين يعملون على تطوير حلول جديدة تستجيب للتحديات العالمية في هذا المجال.