السيد محمد ساجد يفتتح فعاليات مهرجان “المغرب الساحر” بواشنطن.
افتتحت اليوم الجمعة بواشنطن، في أجواء احتفالية، ووسط إقبال لافت للزوار الأمريكيين و من مختلف الجنسيات، فعاليات مهرجان “المغرب الساحر” بحضور وزير السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، السيد محمد ساجد، وسفيرة جلالة الملك بواشنطن للا جمالة العلوي، الى جانب عدد من الشخصيات المغربية والأمريكية.
وستمكن هذه التظاهرة التي تنظمها سفارة المغرب بواشنطن بشراكة مع وزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والخطوط الجوية الملكية والبنك الشعبي، على مدى أربعة أيام، زوار “ناشيونال مول” من التعرف عن قرب على المقومات السياحية والثقافية والتاريخية للمغرب، وإبراز الموقع الجغرافي المتميز والمؤهلات الطبيعية والاقتصادية التي يتمتع بها وكذا الفرص الاستمثارية التي يوفرها في شتى المجالات.
ففي هذا الفضاء ذي الحمولة التاريخية والرمزية، والذي يؤمه سنويا أزيد من 20 مليون سائح من مختلف بقاع العالم، تم نصب 20 خيمة تقليدية على مساحة هكتارين، في شكل دائري جميل، تحتوي كل منها على تحف فنية من نفائس الصناعة التقليدية المغربية التي تبرز غنى وتنوع الموروث الحضاري المغربي (النقش على الخشب، صناعة الفخار والرخام ، دباغة الجلود ،المنسوجات، صناعة السروج التقليدية…).
وفي كلمة خلال حفل الافتتاح الرسمي، الذي استهل بعزف النشيدين الوطنيين الأمريكي والمغربي، نوه السيد ساجد بتنظيم هذه التظاهرة “التي تتيح مشاطرة المواطنين الأمريكيين نماذج بديعة من منتجات الصناعة التقلدية المغربية المتميزة بتفردها وجمالية صنعها”.
وأكد أن هذه التظاهرة تبرز مهارات الصناع التقليديين المغاربة ومنتجاتهم المتميزة ” بفضل مثابرتهم وصونهم لهذا المورث الثقافي على مر الاجيال، واجتهادهم في تطويره وعصرنته”، مبرزا الدينامية التي يعرفها هذا القطاع في المغرب.
وأشار السيد ساجد في هذا السياق ، الى مختلف الاتفاقيات المبرمة بين المغرب والولايات المتحدة الامريكية، والتي مكنت من الرفع من حجم المبادلات الثنائية بشكل ملحوظ ، مؤكدا أن تنظيم تظاهرات من هذا القبيل “يعد تجسيدا لمتانة علاقات الصداقة التي تجمع الولايات المتحدة الامريكية والمملكة المغربية والقائمة على الاحترام المتبادل والحوار والتعاون”.
وسجل الوزير أن الاتفاقيات المبرمة بين البلدين مكنت من رفع حجم المبادلات المتعلقة بمنتجات الصناعة التقليدية بشكل ملحوظ، مشيرا الى الاتفاقية المبرمة بين قطاع الصناعة التقليدية وجامعة رود إسلاند سكول أوف ديزاين.
و خلص السيد ساجد الى القول إن “المغرب، بقيادة جلالة الملك محمد السادس، فخور بمشاطرة قيم السلام والتسامح والتنوع مع الأمة الأمريكية”.
من جهتها، نوهت السيدة ستيفاني فيسلر مديرة الشؤون الدولية ب”مجلس الشؤون العالمية” في واشنطن، بسفارة المغرب وكذا بوزارة السياحة والنقل الجوي والصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي، والداعمين لهذا الحدث “لإسهامهم في تعزيز التقارب الثقافي بين الولايات المتحدة الامريكية والمغرب’”، مشيرة الى ان مجلس الشؤون العالمية بواشنطن هو منظمة غير ربحية تعمل على تحسيس الجمهور الأمريكي بالقضايا الدولية.
واعتبرت السيدة فيسلر أن هذه التظاهرة تشكل “مثالا حيا للدبلوماسية الموازية” فضلا عن كونها “تتيح التعرف عن قرب على ثقافة بلد آخر وعلى تاريخه وتقاليده والتنوع الذي يزخر به”.
ويهدف هذا المهرجان إلى الترويج لإسم المغرب كبلد للتسامح ولقيم العيش المشترك، وكنموذج للمزواجة الخلاقة بين الانفتاح على روح العصر والتشبث بالمقومات التاريخية والحضارية العريقة، كما يروم الاحتفال بالعلاقات التاريخية بين المغرب والولايات المتحدة الأمريكية التي تمتد لأزيد من أربعة عقود، وتوطيد التعاون بين البلدين.
وسيتيح المهرجان للزوار ،من خلال العديد من الاروقة والفضاءات، اكتشاف حرف تقليدية أصيلة فضلا عن إبراز قيمة “الخيمة” كفضاء للعيش لاسيما في الاقاليم الجنوبية للمملكة.
وستحتضن الخيمة الرئيسية للمهرجان “خيمة الصحراء” أنشطة متميزة تبرز إنجازات المملكة في هذه الربوع من الوطن وفي غيرها من المناطق والجهات المغربية، بما في ذلك المدن العتيقة والقرى، كما ستسلط الضوء على إبداعات الصناع التقليديين في جهات الصحراء ، وما تزخر به المناطق الصحراوية للمملكة من عادات وتقاليد.
وعلاوة على ذلك، سيشكل هذا الحدث الثقافي والفني واجهة لإبراز مؤهلات السياحة الترفيهية المرتبطة بالبحر والتعريف بالآفاق الاستثمارية التي يمنحها المغرب تشجيعا للمستثمرين، والتي تندرج في إطار رؤيته ومخططاته الطموحة الرامية الى إدماج كل جهاته في مسارات التنمية الاجتماعية والإقتصادية.