بأي ذنب قتل حكم القضاء خديجة ؟
د.فوزية البيض.
عندما يتعلق الأمر بالشأن الحقوقي وبعيوب ترسانتنا القانونية والقضائية وبكرامة الإنسان لا يمكننا التغاضي. كم من الفتيات مثل خديجة يجب ان تُغتصب جماعيا وتنتحر تحت ضغط الابتزاز لكي يتحرك المجتمع ؟ أليس لنساء بلادي الحق في الكرامة والعدل والمساواة والحماية من العنف الجنسي والنفسي ؟ كفى يجب وضع حد للافلات من العقاب ومن الأحكام التمييزية. ذنب خديجة أنها ولدت أنثى في هوامش محيط فقير و عالم ثالث لا يهمه وضع قوانين تحمي من جريمة الاعتداء الوحشي على جسدها، الذي يحمل بصمة العار الجماعي، بترسانة لا تحمي القاصرات المغتصبات حتى المعاقات منهن من الذئاب البشرية.
خديجة لم تغتصب نفسها، ولم تقترف جرما في حق المجتمع. لكنها فضلت الرحيل عن عالم مجحف وتركت لنا رسالة تلوم فيها قصور السلطة التقديرية للقاضي في حقها، و التي لم تستعملها مطرقة العدالة في حكم اعتبرته الضحية باطلا في حقها، ففضلت معانقة الموت احتجاجا على عدم الإنصاف وعن اختلال في ميزان العدالة . نطالب بفتح تحقيق في النازلة وعدم إسقاط حق خديجة السويدي حتى بعد وفاتها، وجبر الضرر لعائلتها، من أجل إحقاق الحق وإقرار صوت العدالة الحقة في وجه الجناة الطلقاء.