خديجة الزياني : نجاج النموذج التنموي رهين بإصلاح التعليم
رسالة الامة
من جانبها، تمحورت الورشة التي أطرتها خديجة الزياني، عضو المكتب السياسي للحزب، والنائبة البرلمانية عن فريق التجمع الدستوري، حول كرنولوجيا “الإصلاحات” التي عرفها التعليم منذ الاستقلال إلى اليوم، بدءا من اللجنة العليا للتعليم سنة 1957، بهدف إصلاح التعليم الموروث عن الاستعمار ، مع المناداة باعتماد المغربة، التعريب، التوحيد، التعميم لإرساء نظام تربوي وطني، واللجنة الملكية لإصلاح التعليم سنة1958، لإصلاح التعليم بالدعوة إلى إجباريته ومجانيته مع توحيد المناهج و البرامج، مرورا بعدد من المخططات والمشاريع في هذا السياق وصولا إلى الرؤية الإستراتيجية لإصلاح التربية والتكوين للمجلس الأعلى للتربية و التكوين (2015 – 2030)، التي اختير لها شعار “مدرسة جديدة من أجل مواطن الغد، وذلك من أجل النهوض بالتعليم في أفق سنة 2030، من خلال تفعيل مجموعة من الأهداف.
وأشارت الزياني إلى أنه رغم هذه المحاولات المتكررة للإصلاح للنظام التعليمي المغربي، إلا أنه لم يتم تحقيق النتائج المنتظرة، أو تجسيد مشاريع ومخططات الإصلاح على أرض المواقع، حيث إن معظم مؤسسات التعليم العمومي ووضعيتها كارثية، لا تتوفر على أبسط الضروريات، زيادة على مشكل الخصاص في الموارد البشرية ومشكلة الاكتظاظ والقسم متعدد المستويات، الذي يتم تدبيره عبر اجتهاد الأساتذة من خلال تدريس عدة مستويات في حجرة واحدة وفي نفس الوقت، وهذا ما يحول دون تحقيق الأستاذ الأهداف المسطرة والكفايات الواجب توافرها في التلميذ عند نهاية كل مرحلة، وذلك بالإضافة إلى تدني المستوى ومشكل غياب التكوين والتكوين المشتمر ومشاكل أخرى ترصدها التقارير الدولية، التي تصنف المغرب في مراتب متأخرة بهذا الشأن.
وشددت الزياني على أن إصلاح قطاع التعليم رهين بوضعه في إطار شمولي يقتضي إنشاء بنيات تحتية قوية لجميع المؤسسات، ومعالجة مشكلة الاكتظاظ والأقسام متعددة المستويات، ثم تحسين جودة التكوين المستمر وجعله دوريا ومتجددا ومواكبا للجديد، بالإضافة إلى التحفيز المادي والمعنوي للأساتذة وتحسين ظروف عيشهم، واجبارية الأنشطة الموازية، وتعميم التعليم الأولي، ومراجعة المناهج المدرسية لتواكب سوق الشغل ، فضلا عن الرفع من الميزانية المخصصة لقطاع التعليم.
وخلصت عضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري إلى أن لإصلاح الحقيقي يقتضي إرادة سياسية قوية و جهود كل مكونات المجتمع لمعالجة الاختلالات المطروحة لبناء مدرسة المعرفة والقضاء على الأمية والحد من الهذر المدرسي، بالتالي تحقيق تكافؤ الفرص أمام الجميع.