محمد جودار.. فارس جديد يواجه رهان توجيه بوصلة “حصان” الاتحاد الدستوري
وكالة المغرب العربي للأنباء
بانتخابه أمينا عاما جديدا لحزب الاتحاد الدستوري يصبح محمد جودار الفارس الجديد الذي عليه مواجهة رهان توجيه بوصلة الحصان، الرمز الأثير لهذه التشكيلة الحزبية، بالحسم بين خيار استمرارية الحزب في “المساندة النقدية” للحكومة أو السير في اتجاه آخر.
وتمكن جودار، النائب البرلماني عن دائرة بنمسيك بالدار البيضاء لولايات متعددة، آخرها انتخابات 8 شتنبر 2021، من الظفر بقيادة الحزب خلفا للسيد محمد ساجد بعد تنازل منافسيه الثلاث (الحسن عبيابة، والشاوي بلعسال، ومحمد بنسعدي)، وذلك خلال المؤتمر الوطني السادس للحزب الذي انعقد نهاية الأسبوع بالدار البيضاء، تحت شعار “الاتحاد الدستوري : تجديد واستمراية”.
وبدا واضحا مع انطلاق أشغال المؤتمر وجود تيار كبير من المؤتمرين الدستوريين يساندون تولي جودار مقاليد الاتحاد الدستوري وهو ما عكسته الهتافات داخل قاعة المؤتمر التي كانت تنادي باسمه، ما دفع باقي المرشحين من قيادات الحزب إلى التنازل عن ترشيحاتهم وتفادي اللجوء إلى صناديق الاقتراع لحسم التنافس.
وبالمقابل، جرى انتخاب الحسن عبيابة نائبا للأمين العام الجديد للحزب، فيما تم تجديد الثقة في الشاوي بلعسال رئيسا للمجلس الوطني للحزب، ضمن توافق ساهم في وضع حد لأي خلاف يمكن أن يتأجج في صفوف هذا الحزب الليبرالي الذي يرجع تأسيسه إلى سنة 1983 على يد الراحل المعطي بوعبيد.
ومن بين التحديات التي تواجه جودار في المرحلة المقبلة هو ضخ دينامية جديدة في صفوف الحزب. وهو ما بدا واعيا به، حين أكد في الكلمة التي وجهها للمؤتمرين عقب انتخابه، أن شعار المؤتمر الوطني السادس للحزب يتضمن كلمتين هما التجديد والاستمرارية، تجديد للطاقات والكفاءات داخل الحزب، وكذلك الاستمرارية وفاء لنهج المؤسسين وعلى رأسهم المعطي بوعبيد.
غير أن الرهان الأساسي للحزب في ظل قيادة جودار يبقى تحديد تموقع الحزب والحسم بين اختيار الاستمرار في “المساندة النقدية” للحكومة التي يترأسها حليفه التقليدي التجمع الوطني للأحرار، أو الانتقال نحو المعارضة بما تتطلبه من تعبئة لبرلمانيي الحزب في مجلسي النواب والمستشارين للاضطلاع بدور أكبر في معارضة الحكومة.
وفي هذا الصدد، ترى القيادية في الاتحاد الدستوري، بشرى برجال، أنه يتعين على الأمين العام الجديد توضيح صورة تموقع الحزب حتى لا يبقى في المنطقة “الرمادية” بين الحكومة والمعارضة.
وقالت السيدة برجال، في تصريح لوكالة المغرب العربي للأنباء، “آمل من السيد جودار أن يوضح لنا صورة الحزب بالألوان وأن لا تبقى بالأبيض والأسود، إما في المعارضة أو الحكومة”، مضيفة أن الاتحاد الدستوري الآن يوجد في موقع المساندة النقدية للحكومة “لكن نتمنى أن توضح الصورة في المستقبل”.
وتابعت “نتمنى أن نكون في معارضة بالواضح وأن تكون لدينا حرية النقد وحرية إبداء الرأي المعارض لأن المغرب قوي بحكومة قوية ومعارضة قوية”.
من جانب آخر، أشارت القيادية الدستورية إلى أن أهم الأولويات المطروحة أيضا أمام الأمين العام الجديد هي إعادة هيكلة الحزب ومنظماته، منظمة المرأة ومنظمة الشبيبة والمنتديات التابعة للحزب، لكونها العمود الفقري للحزب، داعية إلى تجديد هذه المنظمات القائمة وتطعيمها بشباب ونساء برؤية جديدة ونفس جديد.
كما أثنت على الخصال النضالية التي يتحلى بها السيد جودار، قائلة: “جودار معروف عندنا كمناضل دستوري يهب لمساعدة الغير، وهو معروف على الصعيد الاجتماعي بمدينة الدار البيضاء كلها. يتميز بروح المواطنة والغيرة على البلاد والحزب”.
وأضافت “أنا على يقين أنه سيعطي الكثير وسيبرهن على أنه جدير بمنصب الأمانة العامة للحزب، وقدومه يعطينا كدستوريين نفسا جديدا للعطاء والنضال أكثر”، مشيرة إلى أن أهم مميزات جودار هو أنه “مناضل انطلق من القاعدة ويحس بهموم القواعد والمناضلين، وكمسؤول رياضي له نفس كبير من أجل فض النزاعات بالتوافق وسيضخ دماء جديدة في الحزب”.