مقال رأي: المغرب في عمق افريقيا: رؤية ملكية في خطاب 20غشت2016 (1)
مقدمة:
شكل الخطاب الملكي بمناسبةالذكرى 63 لثورة الملك و الشعب غشت 2016 لبنة اساسية في ابراز رؤية ملكية لموقع العلاقة المغربية الافريقية في عمق اهتمامات المملكة المغربية ببعدها الاكثر من التاريخي ،و الروحي الديني ،و الاقتصادي التنموي للمواطن الافريقي،في اطار مقاربة تعتمد مفهوم التضامني المتكامل ، والالتزام التاريخي والشراكة القائمة على المنفعة المشتركة ، و تعزيز الامن و الاستقرار و محاربة الارهاب، و كل اشكال التطرف.
فإفريقيا بالنسبة للمغرب كما قال جلالته في خطابه ” …أكثر من مجرد انتماء جغرافي، وارتباط تاريخي. فهي مشاعر صادقة من المحبة والتقدير، وروابط إنسانية وروحية عميقة، وعلاقات تعاون مثمر، وتضامن ملموس. إنها الامتداد الطبيعي، والعمق الاستراتيجي للمغرب.هذا الارتباط متعدد الأبعاد، يجعل المغرب في قلب إفريقيا، ويضع إفريقيا في قلوب المغاربة. وهو ما جعلنا نضعها في صلب السياسة الخارجية لبلادنا.إننا نؤمن بأن مصلحة المغرب من مصلحة إفريقيا، ومصيره لا يمكن أن يكون بدونها. والتقدم والاستقرار، في نظرنا، إما أن يكونا مشتركين أو لا يكونا…” (1)
فقد أصبحت القارة الافريقية، في السنين الأخيرة بفعل عدد من العوامل منها السياسية نتيجة لانفتاح الدﻳﻤقراطي ،ظهور طبقة متوسطة جديدة ،وعوامل الاقتصادية قائمة على تحسن أسعار المواد الأولية ،و مناخ الأعمال، تعرف ﻧﻤوا اقتصاديا قويا جعلها في قلب المعترك الاقتصادي الدولي وأرضية للتسابق بين الدول الأوربية وأمريكا والصين
فالمغرب و بحكم موقعه في مفترق طرق الأسواق العالمية، وفي علاقاته مع دول القارة ينطلق من منظور استراتيجي متجدد و متكامل حدده جلالة الملك في أكثير من مناسبة اذ أكد أن ” علاقاتنا مع عمقنا الإفريقي، الذي يشكل مجالالفرص واعدة، فإننا حريصون على نهج مقاربةمتجددة، قائمة على التضامن، ومبنية على تعزيزالأمن والاستقرار، خاصة في منطقة الساحل والصحراء؛ فضلا عن خلق شروط تنميةبشرية،تسهم في النهوض بالإنسان الإفريقي، طبقا لأهداف الألفية للتنمية”(2)،و مبني من جهة على تطوير العلاقات الاقتصادية والتجارية جنوب-جنوب، عبر اعتماد افريقيا على مقوماتها وقدراتها الذاتية، والسعي من جهة اخرى إلى ترسيخ علاقاته التاريخية مع بلدان القارة عبر مبادرات تشمل الحقل الديني والإنساﻧﻲ والتنموي(3) .
ان علاقات المغرب مع محيطه الإفريقي، قد أخذ الخيار الاستراتيجي في إطار رؤية متوسطة وبعيدة المدى تهدف إلى إعطاء نفس جديد لعلاقات التعاون جنوب – جنوب. هذه العلاقات التي يجب أن تكون مبنية على الفعالية والنجاعة والمصداقية حتى تتمكن الشعوب الإفريقية من الاستفادة من خيرات ثروات القارة(4) ،من هنا يطمح المغرب إلى أن يصبح منصة إقليمية موجهة نحو إفريقيا (5) لايمانه” بأن إفريقيا قادرة على النهوض بتنميتها، وعلى تغيير مصيرها بنفسها، بفضل ما لشعوبها من إرادة قوية، وطاقات بشرية وموارد طبيعية (6) ، وما للمملكة المغربية من محفزات و مزايا تأهلها للعب هذا الدور المحوري بناء على ابعاد سنحددها في اطار محاور:
المحور اولا: البعد التاريخي و الجغرافي للمغرب في علاقته بافريقيا
المحور ثانيا : البعد الروحي/الديني و الامني للمغرب في علاقته بافريقيا
المحور ثالثا: البعد الاقتصادي التنموي للمغرب في علاقته بافريقيا
-يتبع –
—————————
الهوامش:
(1) للخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى ال 63 لثورة الملك والشعب
(2) مقتطف من خطاب جلالة الملك بمناسبة الذكرى الثانية عشرة لعيد العرش المجيد – طنجة30/07/2011
(3) مجلةالمالية لوزارة الاقتصاد والمالية / العدد 28 – غشت 2015 ص03
(4) مجلةالمالية لوزارة الاقتصاد والمالية / العدد 28 – غشت 2015 (ص6)
(5) مجلةالمالية لوزارة الاقتصاد والمالية / العدد 28 – غشت 2015( ص7)
(6) للخطاب السامي لصاحب الجلالة الملك محمد السادس نصره الله بمناسبة الذكرى ال 63 لثورة الملك والشعب
ذ.ربيع الطاهري
ماسترالقانون العام تدبير الشأن العام المحلي
الكاتب المحلي لحزب الاتحاد الدستوري -القصر الكبير-