د. حسن عبيابة : ” تكوين الحكومة لا يعني تجميع أحزاب وإنما هو وضع برنامج يستوعب احتياجات المغاربة جميعا”

د. حسن عبيابة : ” تكوين الحكومة لا يعني تجميع أحزاب وإنما هو وضع برنامج يستوعب احتياجات المغاربة جميعا”

أكد الدكتور حسن عبيابة عضو المكتب السياسي للاتحاد الدستوري في تصريح لرسالة 24، أن رئيس الحكومة المعين، استخدم مصطلحات وكلمات أكثر من المعاني الحقيقية، بعدما تم تعيينه من قبل جلالة الملك كرئيس للحكومة بناء على الفصل 47 من الدستور وبعد تصدر حزبه لنتائج الانتخابات، وبالتالي لا يمكن الحديث عن انقلاب عن النتائج بحكم أن تطبيق الفصل 47 من الدستور كان واضحا وأن جلالة الملك قام بتطبيقه في 24 ساعة، بعد صدور النتائج. وأضاف عبيابة أنه فيما يتعلق، بالنتائج، فإنها تعتبر نتائج رقمية، بحمولة سياسية، بما أن الدستور ينص على أن البرلمان هو الذي يصوت على الأغلبية وعلى البرنامج الحكومي، ولا مجال هنا لذكر الأرقام، وبالتالي ينتقل النقاش من الترتيب الحسابي للنتائج إلى ترتيب الفرق البرلمانية، حيث إن القانون المنظم، لمجلس النواب، ينص على أنه، يمكن أن تنظم فرق برلمانية، من حزبين أو أكثر.
وأبرز المصدر أن ما يحكم العملية ليس هو ترتيب النتائج داخل البرلمان وإنما ترتيب الفرق، مشيرا إلى أن التجمع الوطني للأحرار عندما تحدث عن فريق مشترك بينه وبين الاتحاد الدستوري فهو تحدث عن اتفاق خاص بين حزبين لتكوين فريق مشترك بناء على القانون المنظم لمجلس النواب. وقال عبيابة إن المفاوضات حول تشكيل الحكومة، يجب أن لا تكون بشروط من أي حزب كان، حيث إن رئيس الحكومة وضع شروطا وتشبث بحزبين بصفة إجبارية وهو ما يعتبر شرطا في حد ذاته، إذ لا يمكن أن يتمسك بشروطه ويرفض شروط الآخرين، مؤكدا أن أي حزب أو أكثر، له الحق في أن يشترط ما يشاء وأن يتحالف مع من يشاء. وأبرز عبيابة أن تشكيل الحكومة يعني تشكل حكومة سياسية، ويجب أن تكون حكومة لجميع المغاربة وليس للمصوتين فقط، ويجب أن تستوعب الذين صوتوا والذين لم يصوتوا والممتنعين، لأن تكوينها، لا يعني تجميع أحزاب وإنما هو وضع برنامج يستوعب احتياجات المغاربة جميعا، مضيفا أن هذا يتطلب استيعاب المكونات الحزبية باتجاهاتها المختلفة، ومبرزا أن التجمع الوطني للاحرار والاتحاد الدستوري، والحركة أو ما يسمى بالوفاق، يتوفر على 83 مقعدا وهو يحتل بذلك مرتبة متقدمة، قبل الاشتراكيين والمحافظين، حيث إن الكتلة لا تتعدى 78 مقعدا.وعندما نتحدث عن الإرادة الشعبية يقول عبيابة، فإنها توجد عند أخنوش ومن معه أكثر بكثير من أي جهة أخرى، بمعنى أن اتفاق أربعة أحزاب أو خمسة يمثل في الحقيقة الإرادة الشعبية، وهذه الإرادة ليست ملكا لأحد لأنها ملك لـ 395 برلماني الذي صوت عليهم المغاربة. وشدد عبيابة على أنه إذا اتفقت كتلة من الأحزاب أكبر من كتلة أخرى فإنها كذلك تمثل الأغلبية ومن ثم فهي تمثل أيضا الإرادة الشعبية، مشيرا إلى أن الأغلبية ليست فقط تلك التي يشكلها رئيس الحكومة بل قد أن تتشكل من تكتلات حزبية أخرى، وهذا متعارف في جميع الدول الديمقراطية.

وأكد عبيابة أن المرحلة الراهنة التي يمر بها المغرب لا تتطلب مثل هذا التشنج في المواقف وأن لدى مسؤولي حزب العدالة والتنمية من الحكمة كي لا يسقطوا في هذا المنطق المناقض للديمقراطية، لأن وجود قطب ليبرالي سيفيد الحكومة على مستوى رجال الأعمال، بما أن القطاع الخاص يشكل 80٪ من دافعي الضرائب، مؤكدا أن ما يهم الاتحاد الدستوري هو تكوين حكومة جادة ومسؤولة ببرنامج واضح وكفاءات مؤهلة وتمثل جميع المغاربة وتعكف على إعداد الأوراش المستقبلية بحيث يجب أن يتحول النقاش السياسي الراهن إلى نقاش وطني يتحلى بالرزانة والشفافية وبتغليب المصلحة العامة للوطن. وخلص عبيابة إلى القول أنه كان من المفروض ألا يتم تسريب شريط قديم يوتق لكلمة بنكيران أمام اللجنة الوطنية لحزبه، في وقت يحتضن فيه المغرب مؤتمرا عالميا «كوب 22»، لأن مصلحة المغرب تظل فوق مصلحة جميع الأحزاب.

اترك تعليقاً

Share via