كلمة الأمين العام الأستاذ محمد جودار في افتتاح المؤتمر الوطني الرابع لـ”منظمة المرأة الدستورية”

 كلمة الأمين العام الأستاذ محمد جودار في افتتاح المؤتمر الوطني الرابع لـ”منظمة المرأة الدستورية”

بسم الله الرحمان الرحيم، والصلاة 

الأخوات العزيزات،

إنني سعيد جدا بحضوري معكن اليوم في هذا المؤتمر، الذي ينعقد تحت  شعار “التمكين السياسي للمرأة رافعة أساسية للتنمية“، وذلك بعد مسار تحضيري مكثف عنوانه “المسؤولية والتعبئة والحماس.”

 وها هي الدينامية التنظيمية لحزبنا تتواصل، فبعد النجاح الكبير الذي حققه المؤتمر الوطني السادس للحزب في أكتوبر 2022، والمؤتمر الوطني الثالث لمنظمة الشبيبة في مارس 2023، يلتئم اليوم المؤتمر الوطني الرابع لمنظمة المرأة الدستورية، مستشرفا أفقا جديدا لهاته المنظمة العتيدة، التي تأسست قبل أزيد من 31 سنة. وتعد من أوائل المنظمات النسائية السياسية في المغرب.

الأخوات المؤتمرات،

 نريد اليوم التركيز على استشراف المستقبل ومساعدة المنظمة على تحقيق أهدافها المتمثلة في تعزيز دور المرأة في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية، وتقوية حضورها في صناعة القرار.

إننا مقتنعون تماما بأن النساء هن الرافعة الأساسية للتنمية والتقدم، ولهذا سنعمل جاهدين من أي موقع كان فيه حزبنا على تعزيز دور المرأة والتمكين لها اقتصاديا واجتماعيا وسياسيا.

إن الحضور القوي والوازن للأخوات الدستوريات في هذا المؤتمر يشعرنا بالتفاؤل والأمل في مستقبل واعد للمنظمة، ويجعلنا واثقين في تحقيق أهدافها. وأود في هذا السياق أن أعرب عن شكري الجزيل لكنَّ على تحمُّل مشقة السفر والتنقل لحضور المؤتمر والمشاركة في أعماله.

الأخوات العزيزات، 

لا يجوز التحدث في هذا الجمع النسائي دون تذكر روح عظيمة شكلت جزءا مهما من تاريخ حزبنا ومنظمتنا النسائية. وهي المقاومة الأستاذة خديجة بلفتوح مكوار التي انتقلت إلى رحمة الله في 18 يناير  الماضي.

نتذكر الفقيدة بكل تقدير وإجلال، ونستحضر تضحياتها وسخاءها وعطاءها الذي ترك بصمة واضحة على رأس المنظمة، وما قدمته لوطننا وحزبنا من خدمات جليلة. ولذلك يجب علينا أن نستلهم منها ومن جميع الرواد الذين سبقوها نبلهم وتفانيهم في خدمة الصالح العام، ونحرص بكل جهد وعزيمة على مواصلة المسيرة بنفس النهج الذي سار عليه مؤسسو الحزب في سبيل خدمة الوطن والمواطنين.

وتكريما لمسيرتها النضالية والكفاحية، قررنا تسمية إحدى قاعات المقر المركزي لحزبنا باسم الراحلة “الحاجة خديجة بلفتوح مكوار”، كتعبير عن الامتنان والتقدير لما قدمته الفقيدة من خدمات للوطن والحزب.

الأخوات المؤتمرات،

إن رؤيتنا في الاتحاد الدستوري للمرأة دائما كانت رؤية إيجابية تنبع من مرجعيتنا الحزبية العتيدة ومن مبادئنا الليبرالية. وقد سعى الاتحاد الدستوري دائما لإعطاء المرأة المكانة اللائقة بها داخل المجتمع وناضل من أجل المساواة الفعلية في الحقوق والواجبات بين المرأة والرجل.

وفخورين اليوم بما تحقق للمرأة المغربية بفضل العناية السامية التي يوليها جلالة الملك محمد السادس نصره الله، منذ اعتلاءه عرش أسلافه الميامين، لقضايا المرأة، حيث تم تعزيز دورها ومكانتها في مختلف المجالات، خاصة من خلال دعم وتشجيع مشاركتها الفعالة في اتخاذ القرار وانخراطها في تدبير الشأن العام. وهنا أود الإشارة إلى مقتطف من خطاب جلالة الملك بمناسبة عيد العرش المجيد لسنة 2022 ، حيث قال جلالته “إن بناء مغرب التقدم والكرامة، الذي نريده، لن يتم إلا بمشاركة جميع المغاربة، رجالا ونساء، في عملية التنمية. لذا، نشدد مرة أخرى، على ضرورة المشاركة الكاملة للمرأة المغربية، في كل المجالات.

وقد حرصنا منذ اعتلائنا العرش، على النهوض بوضعية المرأة، وفسح آفاق الارتقاء أمامها، وإعطائها المكانة التي تستحقها” (انتهى كلام صاحب الجلالة).

إن ما تحقق للمرأة اليوم، بفضل الرؤية النيرة والمتبصرة لصاحب الجلالة الملك محمد السادس، وجهود الهيئات السياسية والحقوقية الجادة،  يدعونا إلى التأكيد على الاهتمام بالمرأة والفتاة بشكل أكبر. فالتطور والنمو في المجتمع لا يتم إلا عندما نضع المرأة في صدارة اهتماماتنا ونجعلها جزءاً لا يتجزأ من مفهومنا لقيم الكرامة والحرية والمساواة.

وبالنظر إلى الرهانات الكبيرة التي تنتظر منظمة المرأة الدستورية، يتعين على القيادة الجديدة التي سيتم انتخابها أن تتبنى نهجا يركز على سياسة القرب، وأن تعمل على تقوية المنظمة على المستوى المحلي والإقليمي والجهوي، بما في ذلك تعزيز العلاقات مع القواعد النسائية سواء كانت تنتمي إلى المنظمة أو تتعاطف معها. 

وإلى جانب تقوية العلاقات المحلية والإقليمية والجهوية، يجب أن تركز القيادة الجديد للمنظمة على تسطير برنامج دقيق ومنتظم للتواصل مع القواعد النسائية، إذ تعتبر هذه الخطوة في نظرنا مفتاحا لنجاح المنظمة

الأخوات الدستوريات،

لا يخفى عليكن أن حزبنا انخرط في النقاش المجتمعي الدائر حول مراجعة مدونة الأسرة، كما فعلت الكثير من الأحزاب الوطنية. ولهذا الغرض، شكل الحزب لجنة ضمت في تركيبتها محامين وأساتذة جامعيين وخبراء في المجال، وهي اللجنة التي تتدارس بكثير من المسؤولية والجدية التعديلات المقترحة في هذه المدونة، في انتظار رفع  توصيات ومقترحاتها إلى أنظار المكتب السياسي.

وبالتأكيد، سينخرط المكتب الوطني للمنظمة المقرر انتخابه اليوم في هذا النقاش العمومي، وسينظم استشارات واسعة مع مناضلات الحزب في مختلف الأقاليم والجهات بهدف الاستفادة من آرائهن ومقترحاتهن حول هذا الموضوع الهام.

وقبل أن أختتم كلمتي، أود الإشارة إلى معاناة النساء الصحراويات المحتجزات ضد إرادتهن في مخيمات الذل والعار بتندوف، حيث يعيشن ظروفا قاسية ويتعرضن لأبشع أنواع القهر والاستغلال والممارسات المهينة لكرامتهن.

ومن هذا المنبر أدعو المنتظم الدولي والمنظمات غير الحكومية إلى العمل على مساعدة هؤلاء المحتجزات لاسترجاع حقوقهن المغتصبة وإطلاق سراحهن، لأنهن يستحقن العيش بكرامة وكأي إنسان آخر.

وختاما، أتمنى أن تكلل أعمال مؤتمركن بالنجاح والتوفيق.

والسلام عليكم ورحمة الله.

اترك تعليقاً

Share via